أخي الفاضل: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي المبارك .. أنت قدوة لغيرك .. أنت شعلة في الحياة .. نفسك حيث تضعها فإن أنت أكرمتها فقد أكرمت نفسك وإن أهنتها فقد أُهنت .. فضع نفسك موضع القدوة، وتذكر أن الناس ينظرون إليك، فكن خير قدوة لأقرانك وأترابك ..
أخي الحبيب - وفقك الله - لن أطيل عليك في المقدمات، وإني والله لأحب الخير لك كما أحبه لنفسي، فأعرني فكرك وذهنك، واعذرني على هذه الكلمات التي أبت إلا أن تتفتق عن فؤاد ناصح، فاقرأها بعين الإنصاف، وفقني الله وإياك :
إنك أنت الخاسر ، نعم أخي أنت الخاسر، فهلاّ سألت نفسك يوماً من المتأثر بتأخرك الدراسي وإهمالك؟ أليس أنت في المقام الأول؟ فالرسوب ( راسب ) كلمة قاسية لا ترغب أخي مهما كنتَ مقصراً في دراستك أن تسمعها. ولهذه الكلمة – أخي الحبيب – جوانب عديدة ومؤثرات نفسية واجتماعية واقتصادية أيضاً، أُطلعك على بعضها :
فمن الناحية الاجتماعية : ( راسب ) ستصبح هذه الكلمة ملازمة لك، وتلاحقك في المنـزل وفي الحي وبين أقرانك وعند أقاربك .
ومن الناحية النفسية: انظر إلى من كان معك في العام الماضي فسوف تراه يومياً يصعد إلى فصول الصفوف العليا وأنت مازلت تقبع في مكانك .. فما مدى تأثيرها على نفسك ؟
ومن الناحية الاقتصادية: انظر كم تصرف عليك أسرتك طوال العام الدراسي؛ فإن ما صرفتْه فيك ذهب سدى، وكذلك فأنت تكلف الدولة سنوياً مبلغاً كبيراً من الجنيهات، وهذا ما يخسره غيرك من أجلك ولكن ما تخسره أنت أكثر بكثير. هل رأيت أخي أنك حقاً الخاسر؟!
عزيزي: الوضع قد تغير .. الأمة تحتاج إلى الرجال ..وشباب العلم .. والعلماء ... لا شباب الضحك والنكات .. الأمة تحتاج حافظاً لكتاب ربه .. تحتاج واعياً للعلم.. عاملاً به .. بورك فيك .. فاسلك الطريق للوصول ..
وفي ختام هذه الكلمات أعتذر لك – أخي في الله – عن كل تقصير في حقك ، فكفى بالمرء إثماً أن يحقّر أخاه المسلم، ولا أعيب ولا أنتقص أحداً، إنما هي أمانة بلغتها، فاللهم هل بلغت.. اللهم فاشهد..
أهم كلمة أقولها لك : ابدأ أخي . وشمّر عن ساعد الجدّ .. واطرق باب النجاح مرة أخرى بهمة وعزم .. ولا تدع الفتور والكسل يأخذان عليك حياتك ومستقبلك .. وفقك الله للخير وجنبك كل سوء ..والسلام.