تعتبر مصابيح الزينون جزءاً مهماً من التجهيزات الأساسية أو الإضافية لعدد كبير من السيارات، فلمبات غاز الكزينون الذي يتطلب شحنة كهربائية أولى قوية لإشعاله تفوق 20 ألف فولت لبرهة قصيرة، أثبتت تفوقها، خصوصاً لدى الذين استخدموها، ولم يعودوا مستعدين للعودة منها إلى لمبات الهالوجين العادية، وتعطي هذه المصابيح نورا أقوى، واستهلاكها للطاقة أقل وعمر خدمتها أطول. وترتكز التقنية الجديدة على عدة مقومات أساسية، هي تقنية توصيل النور وتقنية الإنارة الانعطافية ونظام الإنارة المتبدلة بذكاء وتقنية فاريو إكس.
توصيل النور
تقوم هذه التقنية على نقل النور من مصدر توليد النور وهو عبارة عن وحدة توليد للنور من مصباح هالوجيني أو آخر عامل بغاز الكزينون إلى مخرج النور في المصباح الأمامي. وينتقل النور داخل سلك أو أسلاك مصنوعة من الألياف البصرية ليصل إلى ثلاثة مخارج نور أو أكثر ليمر عبر عدسات خاصة ومتتابعة، من شأنها إطالة مسافة إرسال النور مع تزايد السرعة، أو تقصيرها لتوسيع دائرة الإنارة عند هبوط السرعة، أو تنعطف أيضاً مع حركة المقود.
أبرز فوائد هذه التقنية
إخراج وحدة توليد النور من المصباح مع ما ينتج عنها من حرارة عالية، وما ينتج من تصغير حجم المصباح وتضمينه لمبات إضافية لم يعد حاجة إلى تركيبها في أقسام منفصلة ضمن وحدة المصباح الكبرى بهدف حمايتها من الحرارة العالية الناشئة عن اللمبة الأساسية، وكذلك يمكن سحب النور من مصدر واحد أي مصباح واحد، عبر عدة أسلاك من الألياف البصرية إلى مخارج نور مختلفة لكل منها مهمتها، مثل النور العادي أو الخفيف أو العالي، عوضاً عن لمبات عدة كما هي الحال الآن.
ويضاف إلى قائمة الفوائد توسيع هامش حرية مصممي السيارات بتصغير الحجم المطلوب للمصباحين الأماميين.
الإنارة الانعطافية
تعتمد التقنية الجديدة على تحريك عدسات خاصة أمام مخرج النور، لتوجيهه مع وجهة الانعطاف مع ثبات المصباح ككل ودون أي حركة له ولن تشكل هذه التقنية إلا مرحلة بسيطة في الطريق إلى نظام الإنارة المتبدلة بذكاء “فاريليس” الأكثر فاعلية وفائدة في تعدد مهماته، ليس في توجيه النور مع المنعطف فحسب، بل في تبديل قطر الإنارة ومسافتها وشكلها، حسب الضرورة.
الإنارة المتبدلة بذكاء
من المتوقع أن تحل القفزة النوعية الكبرى في تقنيات الإنارة في عام 2010 مع نظام الإنارة المتبدلة بذكاء “فاريليس” والذي يمكن تضمينه تقنية توصيل النور بواسطة ألياف بصرية بين مصدر النور وبين مخرجه ويشكل هذا النظام خطوة تطويرية أخرى لمصابيح الكزينون المزدوجة والمعروفة في بعض موديلات أودي وبورشه ومرسيدس بنز وغيرها، فعوضاً عن لمبة زينون للإنارة العادية ولمبة أخرى للإنارة العالية، يكتفي مصباح زينون المزدوج بلمبة زينون واحدة، مع عاكس يتحرك فورياً لتركيز النور على الطريق أو لإطلاق النور العالي.
ويستطيع نظام الإنارة المتبدلة بذكاء أن يمنح خمس وجهات إنارة مختلفة حسب الحاجة، مثل توسيع قطر الإنارة وتقصير المدى لكشف زاوية أوسع في اتجاه الأرصفة والشوارع المحاذية، أو تضييق قطر الإنارة بتحريك عدسات الإنارة في المصباح لإطالة مداه على الطريق السريع، أو لتغيير تركيز النور بين الجانبين الأيمن والأيسر من الطريق.
تقنية فاريو إكس
وهي إحدى التقنيات التي يمكن أن تقترحها شركة هيلا الألمانية المخصصة في هذا المجال، وهي تعتمد حاجزاًَ متحركاً بين مخرج النور أو اللمبة، وبين العدسة الموجهة للنور. ويتحرك هذا الحاجز بأسطوانة دوارة تتضمن جوانب بأشكال مختلفة، ليتبدل شكل الإنارة تبعاً لحركة الأسطوانة الخاضعة لنظام إلكتروني.
من هنا يمكن تصور ربط نظام الإنارة أكثر بالشبكة الإلكترونية في السيارة ككل، لتحدد طبيعة الإنارة الملائمة وفقاً للمعلومات المستقاة من أجهزة رصد وضعية المقود وسرعة السيارة والطقس “مطر أو ضباب أو انعكاسات قوية على الثلج” والإنارة المحيطة بالسيارة ووجود إنارة مقابلة أو غيابها، وحتى معلومات نظام الملاحة الإلكترونية لتوجيه قسم من النور في اتجاه منعطف معتم قد لا يلاحظه السائق بسبب التعب أو الإرهاق، إضافة إلى تشغيل المصابيح أوتوماتيكياً عند غروب الشمس.
أرجو أن يكون الموضوع قد أعجبكم