ثورة التكنولوجيا الذكية فى صناعة السيارات

بدأت شركات صناعة السيارات في استخدام التكنولوجيا الذكية بشكل متزايد ومن بينها الرادار وأجهزة استشعار التي تعمل بالليزر والتي تتدخل في الحالات الطارئة حتى قبل أن يدرك قائد السائق الخطر الذي ينتظره.

ويكمن مصدر الرعب الذي قد يعاني منه أي قائد سيارة في مرور حيوان أو شخص أمامه فجأة أو ظهور دراجة نارية من العدم ودون أي مقدمات.

إلا أنه مع استخدام التكنولوجيا الذكية يكون من الممكن تفادي وقوع حادث، حيث يتولى نظام إلكتروني السيطرة على القيادة قبل أن يمنح قائد السيارة الوقت للتفكير، ويقود هذا النظام السيارة إلى اليسار ثم يعود للحارة اليمنى مجددا.

ويعكف مهندسو شركة مرسيدس الألمانية لصناعة السيارات حاليا على مثل هذا النظام. ويتم تزويد السيارة باثنتين من الكاميرات لمراقبة المنطقة التي تقع أمام السيارة حيث ترسلان بيانات باستمرار إلى جهاز كمبيوتر زودت به السيارة.

وحال وجود أي عقبة مفاجئة أمام السيارة يختار النظام طريقة التعامل مع الموقف من بين عدة خيارات: فهو يعمل على استخدام المكابح بأقصى قوة أو يتولى القيادة من قائد السيارة لفترة قصيرة أو يقوم بالانحراف لتفادي وتجاوز العقبة التي ظهرت أمام السيارة.
و تعمل شركة أودي على تطوير نظام مماثل يمكن أن يوقف السيارة حتى إذا كانت تسير بسرعة كبيرة. ويساعد الرادار وأجهزة استشعار التي تعمل بالليزر على رسم خريطة رقمية للمجال المحيط بالسيارة وفي الوقت نفسه تقييم الطرق الممكنة للهروب.

وحال تقدم السيارة بسرعة صوب ازدحام مروري مع وجود حواجز معدنية على جانبي الطريق، يعمل النظام على استخدام المكابح بكل قوة سواء لتجنب وقوع حادث أو للتقليل من آثاره.

ووفقا لمهندسي أودي، سيتم الانتهاء من تطوير نظام آلي لإدارك وجود مشاه أمام السيارة خلال ثلاث سنوات. ويقوم هذا النظام خلال السير بسرعة تصل إلى 70 كم/ساعة بتحذير قائد السيارة أو باستخدام المكابح عند الضرورة.

ويعاني النظام الذي تطوره شركة مرسيدس حاليا من هامش خطأ يصل إلى 5' حيث من الممكن على سبيل المثال أن يعتقد بشكل خاطئ أن أي جسم أمامه هو أحد المشاه، إلا أن الباحثين واثقون من قدرتهم على ضبط النظام ليعمل بكفاءة وأمان بنسبة 100' .

وقد أصبح بعض أمثلة التكنولوجيا الذكية حقيقة في العديد من السيارات الفخمة مثل مراقبة الحركة في حارات (مسارات) الطريق ونظام إنذار لتنبيه قائد السيارة حال النعاس أثناء القيادة وخفض سرعة السيارة تلقائيا حال الاقتراب من السيارة التي تسير في الأمام.

ومع ذلك فإن وجود نظام إلكتروني يتولى السيطرة على السيارة من قائدها ليس له آثار قانونية فحسب ولكنه من الممكن أن يؤثر على مشاعر قائد السيارة. فبعض العملاء قد لا يكونوا سعداء لمعرفة أن التكنولوجيا الذكية أفضل من قائد السيارة.

ولذلك فقد حرص هانز جورج ميتزلر المسئول عن نظم المساعدة في مرسيدس على التأكيد أن 'السائق يظل دائما هو المسيطر على السيارة. ويمكنه في أي وقت أن يتجاهل نظام المساعدة الألى من خلال قيادة السيارة عكس حركة النظام أو بالضغط على دواسة الوقود'.