يُحكى ويُروى يا سَعيـدْ***في سالفِ العصرِ التليـدْ
في قصـةٍ عـن قريـةٍ***لمْ تَتّقِ عَيـنَ الحسُـودْ
أبطالها يا صاحبي قـومٌ***لهـمْ مــاضٍ مجـيـدْ
جاء الحمـارُ بإرضهـم***ومضى ليرتعَ دونَ قيـدْ
فتجمّعـوا فـي قـمـةٍ***حَمَلتْ شعاراتِ الوعيـدْ
والشَّجْب والتنديدِ والتهديدِ***والغـضـبِ الشـديـدْ
وتظاهـروا فـي كـلِّ***ميدانٍ قريـبٍ أو بعيـدْ
رفعـوا عبـاراتٍ تُنَـدِّدُ***نَقضـهُ تلـكَ العـهـودْ
لكنّـهُ لــمْ يكـتـرثْ***ومًضى ليرتعَ مِنْ جديـدْ
ولسـانُ حـالِ سُمُـوِّهِ***تَرجو التَّفهُّّمَ مِـنْ بليـدْ
فتجمّعـوا فـي قـمـةٍ***أُخرى تزيد وقـد تُفيـدْ
فأتوا لـه بـ(مبـادرةْ)***ظنّوا بها الرأي السديـدْ
قالـو لـه إختـرْ مـن***الأملاكِ .. قل ماذا تريدْ
شطرٌ لنا ولـكَ البقيّـةُ***يـا عــدوّ لتستفـيـدْ
وضعوا جـداراً فاصـلاً***سورٌ عظيمٌ مـنْ حديـدْ
وتنـهـدوا بـمــرارةٍ***هذا هو الحـلُّ الوحيـدْ
نامـوا فلمـا استيقظـوا***وجدوا المتاعبَ من جديدْ
عادَ الحمـارُ لشطرهـمْ***يلهو ويرتـعُ دونَ قيـدْ
فأتـى صبـيٌّ مسرعـاً***من بينهمْ يُدعـى يزيـدْ
وبكفِّـهِ اليمنـى عصـاً***قدْ ملّ منْ عيشِ العبيـدْ
ومضى ليلهبَ ظَهر ذاك***المُعتدي الباغي الحقـودْ
حتّى استـدار مهـرولاً***يرجو النجاةَ منَ الأُسودْ
أعطاهمُ درسَ الكرامـةِ***بالثبـاتِ وبالصـمـودْ
وأصابهمْ بالخـزي لمّـا***قـاومَ الباغـي العنيـدْ
فتشاوروا فـي أمرهـمْ***وأختاروا الحلَّ الوحيـدْ
قتلوا الصبـيّ وأعلنـوا***أن الصبيّ غـدا شهيـدْ